الرئيسية » مقالات » مقالاتي

الطفل الصحراوي مابين سندان الترهيب المغربي ومطرقة الصمت الدولي
بقلم محمد لمين صحراوي
الطفل الصحراوي مابين سندان الترهيب المغربي ومطرقة الصمت الدولي
شكل احتلال المغرب للصحراء الغربية ضررا كبيرا مس الاقليم ولعل النصيب الاكبر من هذا الضرر لحق بالطفل الصحراوي بشكل خاص والانسان الصحراوي بشكل عام .فسياسة التهجير والغزو الفكري والثقافي للمنطقة جعل الطفل الصحراوي يعيش حالة ذعر وخوف منذ فترة السبعينات من القرن الماضي حيث اضحى هذا الاخير يعيش مرحلة جديدة تحتم عليه ضرورة التعايش والاحتكاك ي...
وميا مع عنصر غريب وثقافة غريبة وفكر غير مالوف غزا به المغرب المنطقة تحت سياسة غسل الادمغة وافراغها من محتوياتها الاصيلة المشبعة بروح التقاليد والعادات الصحراوية وقيم الانتماء للوطن الام (الصحراء الغربية) واستبدالها بالتبعية والولاء للدولة المغربية وللعرش الملكي الغازي .وفي ظل القبضة الحديدية للمؤسسات التربوية والتعليمية بالمنطقة المحتلة وجد الطفل الصحراوي نفسه مجبرا على ركوب موجة التربية على المواطنة المغربية وتعلم الدستور المغربي والسير على نهج التعليم (الدخيل) للصحراء الغربية حتى حدود مطلع القرن الواحد والعشرين وتحديدا انتفاضة الاستقلال 2005

اطفال انتفاضة الاستقلال ...يكسرون حاجز الصمت
برز الطفل الصحراوي بقوة وشكل الشمعة التي اضاءت قنديل الانتفاضة وبددت ظلام الاحتلال .فالانتفاضة الشعبية التي عمت الاقليم صيف 2005كان ابطالها وبامتياز اطفال دون 18سنة فتحولت المدارس والاعداديات من مؤسسات (مغربة الطفل الصحراوي) الى فضاءات وميادين للمقاومة والاعتصام السلمي للاطفال واضحي الهاجس المر الذي يؤرق المحتل .فالطفل الذي تشبع على مناهج التعليم المغربي هو نفسه الذي يخرج اليوم ينادي بالكرامة والحرية والانعتاق .فتصاعدت وتيرة الاحتجاجات يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد اخرى حتى بلغت ذروتها اعوام 2009و2010والي يومنا هذا بعد ان اطر الطفل نفسه بنفسه واصبح الاطفال يتحركون تحت مظلة وغطاء مجموعات وحركات تلاميذية منسقة فيما بينها .مذهلة المحتلة وجاعلة اياه يحسب لهم الف حساب

اكديم ايزيك منبع الثورات العربية ....والناجم الكارحي اول طفل شهيد في الربيع العربي ملهما حمزة الخطيب في سوريا
يعتبر الطفل الصحراوي الناجم الكارحي مثالا في المقاومة السلمية لبراعم الانتفاضة كما يعتبر اول طفل شهيد في الربيع العربي الذي عم المنطقة ولازالت اصداءه تجتاح المنطة العربية الى اليوم.فالشهيد الناجم الكارحي طفل يبلغ من العمر 14سنة خرج من مدينة العيون متوجها الى مخيم اكديم ازيك الاعتصامي والمحاصر من اجل المشاركة في كسر الحصار عنه رفقة اخيه يوم الاحد 24اكتوبر 2010فاعترضته قوة عسكرية محاصرة للمخيم واطلقت النار عليهما واردته قتيلا وهو لم يتجاوز ربيعه الرابع عشر قبل ان تضغط على والديه من اجل التوقيع على جثته ودفنه تحت جنح الظلام في مقبرة خط الرملة بالعيون
نفس الشيء تكرر في سوريا للطفل حمزة الخطيب ذو 13ربيعا الذي خرج من بلدته الجيزة التابعة لمحافظة درعا مع اخرين لفك الحصار عن اهالي درعا في سياق الثورة الورية 2011ضد نظام بشار الاسد فتم اعتقاله عند حاجز للامن السوري قرب مساكن "صيدا" في حوران يوم 29ابريل 2011وبعد مدة تم تسليم جثمانه لااهله وبدت عليه اثار التعذيب والرصاص الذي تعرض له حيث تلقى رصاصة في ذراعه اليمنى واليسرى وثالثة في صدره وكسرت رقبته ومثل بجثته حيث قطع عضوه التناسلي
(اساليب التعذيب والترهيب ...وحتى السجن لم يسلم منها الطفل الصحراوي)
من بين مثات الاطفال الذين تعرضو للتعذيب نجد كمثال التلميذ والطفل الصحراوي "سلامة حميا" الذي تم اختطافه من طرف دورية مغربية بتاريخ 2نوفمبر 2012بالقرب من مدرسته "وادي الصفاء" بحي الدويرات بالعيون حيث كان يشارك في وقفة سلمية بالقرب من صيدلية النصر وتم تعصيب عينيه وارغامه على ركوب سيارة الشرطة تحت الضرب المبرح والتهديد بالاغتصاب والسب والشتم قبل ان ترميه في احد الاحياء وهو في حالة يرثى لها
وكذالك نجد الطفل الصحراوي "جوهر بوكرفة" 16عاما الذي شارك في مظاهرة سلمية يوم 7يناير 2012رفقة مجموعة من الاطفال امام اعدادية علال بن عبد الله وتم القاء القبض عليه والحكم عليه شهرا نافذا مع عدم السماح له بالاتصال بعائلته من اجل تعيين هيئة دفاع .وهو الذي تعرض للدهس مسبقا بسيارة تابعة للقوات المساعدة بالقرب من حي معطلة وخضع لعمليات جراحبة دون التحقق في ملابسات والظروف المحيطة بدهسه

(انين الطفل تحت وطاة الاحتلال ...لايجد اذان دولية صاغية)
للاسف ورغم الخروقات الكثيرة في حقوق الطفل بالصحراء الغربية من تقتيل وترهيب وسجون .يبقى العالم وخصوصا منه الدول التي تدعي حقوق الانان تبقى غير مبالية وتكتفي لعب دور المتفرج فيما يجري للطفولة الصحراوية المهددة .ولعل ابرز اعتراف او تنديد حصل عليه الطفل الصحراوي جاء على لسان منظمة روبرت كيندي التي عبرت عن قلقها من اوضاع حقوق الطفل في الصحراء الغربية بعد اطلاعها على نموذج حي من ابناء الناشطة الصحراوية امنتو حيدار التي تعرض ابنها 13سنة وابنتها 17سنة الى الضرب والتعنيف من طرف مواطنين مغاربة ماجورين ودعت السلطات المغربية الى ضمان الحريات والحقوق وحماية الاطفال .وفي انتظار المزيد من التنديد والدعم الدولي لحقوق الطفل لازال هذا الاخير يعيش يوميا خروقات وانتهاكات جسيمة لاتحصى ولاتعد

(الطفولة البريئة ...وشبح الحاضر والمصير المجهول مستقبلا )
في ظل مراوحة ملف الصحراء الغربية مكانه وعدم تسجيل اي تقدم يذكر في الملف مع تعنت الدولة المغربية واستمرارها في سياسة النهج القديم الجديد الا وهو القمع والترهيب والبطش تبقى الطفولة الصحراوية الحلقة الاضعف الدافعة لفاتورة هذا النزاع والفئة الاكثر تضررا وهذا ما قد ينعكس سلبا على الطفل ومستقبله الدراسي في ظل معايشته للكثافة العسكرية والبوليسية التي تحيط بمؤسساته التعليمية ناهيك عن المطاردات والاعتقالات التعسفية التي من شانها ترك انطباع سيء في الفترة التي ينبغي لكل طفل ان يعيشها في هدوء وسلام وطمانينة .ومن هنا فان المسؤول عن تبعات كل هذا يبقى الاحتلال المغربي نفسه الذي يتحمل كامل المسؤولية من ماساة الطفل الصحراوي بالمناطق المحتلة
(عن المرصد الصحراوي للطفل والمراة) 

الفئة: مقالاتي | أضاف: rasd (2013-01-06)
مشاهده: 427 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *: