الرئيسية » مقالات » مقالاتي

العنوسة في المجتمع الصحراوي و غلاء المهور يهدد الشعب الصحراوي
بقلم  سيدحمد عيلال
شرع الإسلام الزواج لغايات سامية،ولتحقيق مقاصد نبيلة،فمنها أنه وسيلة من وسائل الإحصان والعفة وتكوين أسرة متكاملة، لأنها نواة المجتمع وركيزته الأساسية، ومنها يبدأ وكلما كانت الأسرة مستقرة ومترابطة كان المجتمع متماسك ومتوازن وقوي، وكلما ابتعد المجتمع عن منهج الله وسنة رسوله كلما زادت المعضلات التي تصيب توازنه ومنها العنوسة والتي تكدر على الأولياء والمجتمع قبل الفتيات، وجوهر المشكلة يكمن في تأخر سن الزواج للفتيات عن السن الطبيعية وما يترتب عليه من الآثار والفتن التي عواقبها المحن وأثار نفسية واجتماعية ضارة.
ولعل التساؤل المطروح والإشكال الجوهري،حول ماهية أسباب انتشار مثل هذه المشاكل في مجتمع هو أحوج من غيره إلى التكاثر، وبما أنها تكاثرت في المجتمع الصحراوي يمكن أن نقسم السبب
يتعلق بالفتاة وبقضية مواصلة الدراسة، فمجتمعنا كان يعتبر أن كل فتاة تجاوز عمرها العشرين فما فوق فهي عانس (بائر ) لكن مع تطور وتأثر المجتمع بالمتغيرات الخارجية التي فرضها العصر وبفضل تطور وسائل الاتصال والمواصلات وانتشارها في المخيمات،أصبحت بعض الفتيات تلزم نفسها بقضية إكمال دراستها قبل الارتباط والإنجاب، مما يعود عليها بعاقبة وخيمة تكون نهايتها ما نحن بصدده، وبما أننا ما زلنا في بداية هذه المرحلة فبعض البنات رفضن الزواج حتى تكملن دراستهن ورفضهن هذا قد يكون سببا في عنوستهن في بعض الأحيان حسب تفاعل المجتمع ومحيطها الاجتماعي، ومن الأسباب أيضا المبالغة والتشدد في مواصفات الزوج فبعض فتيات مجتمعنا وللأسف تجدهن يبالغن في مواصفات الزوج ويركزن على الجانب المادي من شخصيته، فهذا الصنف ما في بالهن إلا المادة وتجد في حديثهن عبارات شائعة –(لودي ألواحد امونكك )-(يبنيلك كيكوطة )-(يصيف بك فالدشرة)،ويقودهن هذا التفكير إلى أوهام ووساوس تراودهن، وهناك سبب يتعلق بإصابة الفتاة ببعض العاهات والأمراض المزمنة،وهذا الأمر يتعلق بأمر مقدور لاغبارعليه، كما أن بعض الفتيات يرفضن التعدد وهذا إجحاف في حق المجتمع، فالتعدد من حقوق الرجال وبه تعالج وتدرأ الفتن، كما نصت عليه تعاليم ديننا الحنيف، فلماذا تخطئ بعض الفتيات وتحرم بعضهن الآخر من الزواج، ،فهذا يزيد في انتشار الظاهرة
وعن العادات السائدة في الخطوبة والزواج يقول الصحراويون إن الاتفاق على الزواج يتم بين عائلتي الخطيبين وشاهدين ووكيلي العروسين والقاضي وفق نصوص الشريعة الإسلامية، وتفرض العادات أن لا يحضر العريس والعروسة عقد القران إلا أن القاضي يقوم شخصيا أو من خلال الشاهدين بتأكيد رغبتهما في الزواج وهذا بعد مقابلة كل منهما على حدى والحصول على موافقتهما على وثيقة قبول الزواج• كما يوافق أهل الصحراء الغربية أن الاحتفال بالعرس يتسم بالبذخ والمغالاة حيث مازالت الاحتفالات في العديد من المناطق الصحراوية تمتد لمدة أسبوع مع إلزام العريس في هذه الفترة بتوفير كل ما طاب من المأكولات للمدعوين حيث تقدر تكلفة عرس بسيط على تأكيد الصحراويين بما يقارب 45 مليون سنتيم جزائري وهو مبلغ كبير مقارنة بما يتقاضاه الشباب العامل في مختلف الإدارات العمومية أو المتواجدون في الجيش من طرف الحكومة الصحراوية في شهر واحد والذي لا يتعدى - حسبهم - 5 آلاف دينار جزائري• ولقد تطرق إلى ذلك الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز خلال المؤتمر الثاني عشر المنعقد بمنطقة تيفارتي المحررة بتاريخ 14 ديسمبر 2007 والذي قال فيه للحاضرين "لا ريب أن من أكثر الانشغالات خطورة وذات التأثير الكارثي تلك المتمثلة في النقص المريع في النمو الديمغرافي للمجتمع مع تزايد ظاهرة الهجرة كونها تهدد الوجود الصحراوي في الصميم، وفي هذا الخصوص تشكل ظواهر البذخ والإسراف في الأعراس وغلاء المهور مشكلا كبيرا للزواج"• مضيفا "إن مثل هذه الأشياء لا تتماشى مع الدين الإسلامي الحنيف ولا مع واقع المجتمع.


الفئة: مقالاتي | أضاف: rasd (2013-01-07)
مشاهده: 529 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *: